طاولة حوار في مخيم نهر البارد بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
بدعوة من جمعية النجدة الاجتماعية نُظمت طاولة حوار في مخيم نهر البارد بمناسبة الثامن من آذار يوم المرأة العالمي، ناقشت واقع الفئات الوسطى من النساء الفلسطينيات في لبنان بحضور اللجنة الشعبية وعدد من المؤسسات الاجتماعية والتربوية ومربيات من مدارس الأنروا ونساء عاملات وفتيات ونساء من المجتمع المحلي.
وقد ركزت طاولة الحوار، التي كانت موجهة الى النساء والفتيات العاملات والموظفات اللواتي يشكلن جزءاً مهماً من الفئات الوسطى بالمجتمع الفلسطيني، الى عرض واقع المرأة الفلسطينية في لبنان من خلال وجهات نظر مختلفة ( عاملات / موظفات / مناضلات و فاعلات في المجتمع )، اضافة إلى النساء والفتيات اللواتي ينتمين إلى هذه الفئة.
افتتحت طاولة الحوار بكلمة لمنسقة فرع نهر البارد نوال الحسن، توجهت خلالها بالتهنئة للنساء الفلسطينيات والعربيات وللنساء في كل العالم، موضحة الدور الأساسي الذي تلعبه المرأة الفلسطينية في مختلف المجالات على الرغم من القيود والصعوبات الاجتماعية والقانونية، وحرمانها من حقوقها المدنية والانسانية التي تعاني منها في لبنان كجزء من الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العمل.
وأوضحت الحسن الى أن العديد من الدراسات تظهر ان نسبة النساء الفلسطينيات العاملات في لبنان تقد بـ 13%، هذا في الوقت الذي تشير فيه دراسة الأونروا لعام 2015، إلى إن 21.5% من اللاجئات الفلسطينيات في لبنان هن معيلات لأسرهن، يترافق ذلك مع معدل بطالة بين الإناث تصل الي 32%. لافتة الى ان تلك النسب تشير إلى تأثر النساء اللاجئات الفلسطينيات في لبنان بالقيود المفروضة على عمالة اللاجئين الفلسطينيين عموما، والفجوات المتعلقة بالنوع الاجتماعي في توظيف النساء بشكل عام.
وشددت الحسن على ضرورة اعتبار مناسبة اليوم العالمي للمرأة موعداً مستمراً لتجديد المطالبة بمنح المرأة كافة حقوقها وإلغاء التمييز بحقها في كافة المجالات، وتناولت وضع العاملات الفلسطينيات اللواتي يعانين من ضيق فرص العمل وانعدام الإستقرار والأمان المهني والوظيفي بسبب موسمية عملهن، لافتة الى أن 82% منهن ليس لديهن عقود عمل، كما يعانين من انخفاض الأجر وتقطع استلامه وتهرب أرباب العمل من تسديده، ويواجهن الاستغلال والتمييز في ظروف العمل.
وخلال المداخلات التي تم تقديمها في طاولة الحوار، أكدت مشرفة قسم رياض الأطفال للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية فايزة الوناس خلال مداخلتها على أهمية وضع خطة عمل واضحة ومحددة من أجل النهوض بوضع المرأة في كافة المجالات، مشيرة الى ان الأمن الوظيفي للمرأة يساعدها على الاستقرار وفي دعمها من أجل مواصلة الدفاع عن حقوقها والمطالبة بأجور وظروف عمل عادلة بحقها.
بدورها، أوضحت رنا ابو رجب نائب مدير مدرسة غزة على ضرورة استمرار المرأة بالدفاع عن حقوقها في كافة المجالات وخاصة في مجال العمل لأنه ما ضاع حق وراءه مطالب، لافتة الى أن نضال المرأة لا يقل عن نضال الرجل فهي تلعب أدوراً فاعلة في كافة المستويات.
من جانبها، عرضت ورود عبد الرحيم، التي درست ادارة الأعمال في الجامعة، تجربتها في البحث عن العمل والتحديات والصعوبات التي واجهتها، فقد تم رفض طلب توظيفها في العديد من المؤسسات والشركات اللبنانية بسبب جنسيتها الفلسطينية، مما اضطرها الى العمل مربية في احدى رياض الأطفال في المخيم وهي مهنة لا تتعلق باختصاصها.
كما وأوضحت آمنة منصور خريجة دورة التزيين النسائي من مركز التأهيل المهني في جمعية النجدة الاجتماعية، الصعوبات التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون وخصوصاً الفتيات في إيجاد فرص عمل وعن الحرمان من الضمان الصحي والتأمين وغياب الأمن الوظيفي، كما وتحدثت عن تجربتها الشخصية في عدم إيجاد فرص عمل بالرغم من تقديمها بطلب إلى الكثير من المؤسسات.