اعتصام تضامني مع قطاع غزة من أمام مبنى الاسكوا “مسؤوليتكم إيقافهـا”
بيروت، نظمت الجمعيات والمؤسسات الأهلية اعتصام تضامني مع قطاع غزة من أمام مبنى “الاسكوا” للمطالبة “بوقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وانهم شركاء في ارتكاب هذه الإبادة الجماعية في قطاع غزة ومسؤوليتكم إيقافها”، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بمشاركة جماهيرية واسعة بعد الترحيب بالحضور ألقت السيدة ليلى العلي مديرة جمعية النجدة الإجتماعية كلمة قالت فيها،« ما يقرب من خمسون يوما على حرب الإبادة ضد غزة، تخللها إستباحة كل ما هو محرم دوليا، من استهداف للمدنيين، من أطفال، نساء وشيوخ، طواقم طبية ودولية، ودفاع مدني، وحتى مراكز أممية، كما واستخدام جميع الأسلحة المحرمة دوليا.ما يقرب من خمسون يوما من الإبادة الجماعية التي ما كان لها ان تستمر، وبهذه الوحشية، لولا الضوء الأخضر، الذي منحته دول الغرب، والأمم المتحدة، والصمت الرسمي لبعض الدول العربية، للجيش الاستعماري، النازي الإسرائيلي، المحتل لفلسطين.
خمسون يوما من الإبادة الجماعية، تخللها منذ أيام، الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الطفل، إحتفاءً وتأكيدا على الالتزام بالاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، التي صادقت عليها دول العالم أجمع، إلا دولة الديمقراطية الأولى في العالم، الولايات المتحدة الأميركية، كما فعلت ولم تصادق على العديد من المواثيق الدولية. ولربما تعتبر اميركا نفسها، سيدة العالم وفوق القانون الدولي، وكذلك ربيبتها إسرائيل. فيما يُنظر لنا من قبل غالبية دول الغرب، عالما ثالثا، دمائه ودياره، وارضه وسمائه مستباحة ولا بأس ان لملم أطفال غزة أشلائهم وأشلاء عائلاتهم، من بيوتهم، وساحات لعبهم، ومن مراكز الأمم المتحدة،.
وغدا، نحن على موعد مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، والذي ستحتفل به هيئات الأمم المتحدة، ونساء العالم، إلا نساء وفتيات غزة وفلسطين، اللواتي تُمارس عليهن أبشع أنواع العنف والإجرام، وإرهاب الدولة، من قبل قوات دولة الاحتلال الصهيوني.
أنتم، يا من منحتم دولة الاحتلال الضوء الأخضر لإرتكاب مجاز ابادتها بحق أبناء شعبنا، أنتم شركاء في ارتكاب هذه الجرائم، التي لن تُغتفر، وسيتم تسجيلها في تاريخ ديقراطيتكم وحقوق انسانكم الزائفة. واعلموا: ان دمنا ليس مستباحا، ان دم أطفال وشعب غزة سيحاكمكم في صناديق اقتراعكم، ومن قبل شعوبكم المتضامنة معنا.
أنتم يا من لوثتم أيديكم بدماء أطفالنا ونساءنا وشعبنا في غزة، إعلموا ان ديمقراطياتكم وحقوق انسانكم مزدوجة المعايير الوقحة، قد سقطت على مذبح الإنسانية في غزة،
واعلموا: ان دماء أهلنا في غزة، ما هي إلا منارة دربنا الى الحرية والتحرير، والى طرد مذل للمحتل النازي المدعوم من امبرياليتكم، والذي مهما دعمتم بالأسلحة والمال، سيخرج من ارضنا، ومن سمائنا، ومن بحرنا، مجرجرا اذيال الخسارة والخيبة وراءه.
اعلموا: اننا نحن، شعب فلسطين، وأطفال فلسطين، نحن من نصنع تاريخا جديدا لهذه المنطقة، تاريخا مظللا بأسمى معاني الإنسانية، والحضارة، والعدالة، نقيضا لمنطقة جديدة تريدونها، خاضعة خانعة لاستعماركم ونازيتكم.
اعلموا ان التاريخ لن يكرر نفسه، ولن نسمح بنكبة او نكسة ثانية، فالأرض ارضنا التي لن يغادرها شعبنا، ولن يسمح بتمرير مشاريع التهجير والتوطين، ولن يسمح كذلك بأي وطن بديل، ولا بأي حكم يأتي على ظهر دبابات الاحتلال، المدعوم من امبرياليتكم، ومن الدول المنحازة لهذا الاحتلال.
ولجميع الهيئات الدولية نقول:
لقد سقطت جميع مواثيقكم، التي تتحدث عن المساواة وحقوق الانسان على مذبح شلال دماء أطفال غزة، فلا تحدثونا بعد اليوم عن تلك المواثيق، لأننا نحن من سيصنع مواثيقنا، نحن من سيعلم أطفالنا معنى المساواة والعدالة التي ستجلب لشعبنا حريته، واستقلاله، وعودته، نحن من سيعلم أطفالنا ونساءنا معنى الحضارة، والمساواة، والمشاركة في نضالنا الوطني ضد المحتل الاستعماري، وفي مواجهة معايير ديقراطيتكم وحقوق الانسان المزدوجة والزائفة.
وللعالم اجمع نقول، وكما قالت شعوب الهادرة في الساحات العامة منذ بدء الحرب على غزة:
انها ليست معركة غزة فقط، بل هي معركة الشعب الفلسطيني، الطامح للحرية والاستقلال، وانه لن يتوقف عن نضاله رفع الحصار عن قطاع غزة، والى ان ينتزع حقوقه الوطنية في العودة والدولة المستقلة وتقرير المصير، والى ان يتم تفكيك نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، بكل مكوناته، بما في ذلك مستوطناته،
فأعملوا معنا، واضغطوا، من اجل، تحويل هذه الهدنة الإنسانية في غزة الى وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قطعان جيش الاحتلال من غزة ومن كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، اضغطوا معنا والى جانبنا، لمحاكمة سفاحي الإبادة الجماعية وشركائهم في الجريمة،
والتحية كل التحية لشعبنا الصامد في غزة،
عاش نضال شعبنا، عاش التضامن العالمي ضد الاحتلال والاستعمار، المجد لشهداء وشهيدات شعبنا في كل مكان، المجد للمناضلات والمناضلين الذي يواجهون محاولات تكميم افواههم في الدول الغربية والعربية»